عبد الغفور الهدوي، الدوحة – قطر
Abdul Gafoor Hudawi’s memoir on Manu Musliyar
نعى إلى أخي وقال توفى الاستاذ / كي تي مانو مسليار من بين أظهر اتباعه قبل استفتاح الحفلة الذهبية للجمعية التي هو ابن بجدتها فتغمد الله الفقيد بواسع رحمته وأسكنه وزملاءه فسيح جناته ولم تحظ وفاته كما كان يرجو بتغطية الإعلامات. وما يدهشني نجاحه الخارق في صقل الأمة المسلمة في كيرالا في مجال التربية الاسلامية خصوصا أهل وطنه
( كرفاراكوندو). عمل كأمين عام لجمعية المعلمين ولجنة التعليم الدين الاسلامي.
ولعل من العجب أن يوجد في ولاية كيرالا سلسلة مدارس ويبلغ عددها أكثر من مائة ألف داخل وخارج ولاية كيرالا وكلها تعمل تحت لجنة التعليم الإسلام ومنهاج التعليم الموحد والوقت الموحد والحال إن كيرلا ليست إلا ولاية من ولايات جمهورية الهند وليست دولة مسلمة بل دولة علمانية وفيها مدارس حكومية عديدة والمدارس الاسلامية التي ذكرنا هنا لا تجد شيئا من مساعدة الحكومة إلى حد الآن ولا تخل قرية من قرى ولاية كيرالا من هذه المدارس.
وكفى للأستاذ كي تي مانو مسليار فخرا هذه المدارس المتعددة وأن معظم المسلمين في كيرالا تعلموا الدين الاسلامي النبيل من هذه المدارس حيث أسس بنيانها. وإضافة إلى ذلك أن الحكومة الهندية في هذه الأيام قررت اعتراف شهاداتها متعادلة لشهادات المدرسة الحكومية.
فكان الاستاذ/ كي تي مانو مسليار من الرواد الأوائل لحركة المدارس. وفي البداية لم تكن إلا مدرسة أو مدرستين وقد وصلت بعمله الدؤوب ومجهوداته المكثلة إلا مائة ألف فأكثر داخل وخارج البلاد. ولا تفهم أهمية هذه المدارس وما تابعها من النهضة واليقظة الدينية إلا إذا وازنت ولاية كيرالا بسائر الولايات ومثلا ولا حصر ولاية أوتربرديش يوجد فيها ملايين المسلمين ولكن يقل فيه عدد المسلمين الذين يعرفون أحرف اللغة العربية حتى قراءة سورة الفاتحة ولا يصح الصلوات إلا بالسبع المثاني.
ومركز دار النجاة أصبح كمشكاة في منطقتنا المظلمة. وكان الأستاذ بانيه ومؤسسه وأمين عامه إلى حد الآن. وهو الآن معهد تربوي عملاق يتعلم فيه آلاف من الطلاب مسلمون وغير المسلمون. والمركز مجموعة مدارس ودور الآيتام وكليات عربية وغيرها. وحاليا كان الأستاذ يصمم تأسيس معهد على حدة لتعليم العلوم الحدية والتقانة المعلوماتية. وهذا المركز يمتاز بأصالة إسلامية. والطالبات المسلمات ترتدين الحجاب وفي كل سنوات تحرز المركز بنجاح مائة في المائة في الامتحانات العامة الحكومية.
ومن خصائص الاستاذ/ مانو مسليار أنه لم يطلب التبرعات من الدول الخليجية كما اعتاده بعض كسبيل سهل لتأسيس المعاهد. غير أنه طلب المساعدة من أهل البلد من الفقراء والمساكين وكان يؤمن أن في أموالهم بركة ويمن لا يوجد من غيرها. ولا أذم تبرعات الدول الخليجية ولكن اتخاذها سبيلا سهلا ليس بممدوح. ودار النجاة كان تأسيسه بخمسة أيتام. واستأجر غرفة وعلمهم وطلب من الناس المساعدة. وفي السنة الأخيرة شاركت في الحفلة السنوية فأذا به آلاف طالب وطالبة ويوجد أكثر من عشرة مبان. وكل ذلك تحت ريادة هذا العالم النحرير.
ومن الأمر الذي لا يخفى على أحد أن العلماء في هذا العصر – لست أذمهم- مبتعدون عن عوام الناس ويفتون من التلفازبالترهات ويخطبون من المنصات تحت الزخارف المدهشة أو في قاعات الفنادق ذات خمسة النجوم والناس لا يبالي خطباتهم. ولكن هذا العالم النحرير كان بين الناس وكان يعمل بين أظهرهم ويشارك في شؤونهم وشجونهم. وكان مأوى الناس وجذيلهم المحكك لأمور دينهم ودنياهم يتشاورون معه في حل المشاكل. وإن كنت لا ترى اسمه في الصحائف والتلفازات قد ثبت اسمه في قلوب الناس. وأنا كمقيم في قرية قريبة من وطنه أعرف احترام الناس وودهم لهذا العالم الكبير.
وعند ما كان بين المسلمين تفرق في التسعينيات لم يؤثر في بلادنا لوجوده. وفي منطقتنا لا يوجد تصارع ومشابكات بين المسلمين أثرا لأعمل الاستاذ كي. تي مانو مسليار. وكان يحب رابطة المسلمين حبا جما حيث يجمع كلمة المسلمين في ولاية كيرالا سياسيا.
فكان الأستاذ / كي تي مانو مسليار يوقد الشمعة في حالك الظلام ويشع أنوار الهداية حوله وقصة نجاح هذا العالم عظمية و موسعة فذلك هدف يتطلب مجلدات كاملة وما ذكرته غيض من فيض
على كل ذكراه تظل حية فينا، واعتقد انه يجب بذل المزيد من الجهود للتعريف بهذه الذكرى والارث الذي خلفه الاستاذ. ك تي مانو مسليا.لان هذا الارث يناقض الصورة النمطية السلبية عن القادة الآخرين من العلماء المعاصرين، فلا بد من التعريف بقصة نجاح هذا النحرير الكبير. واذا لم نفعل، فربما يتم تشويه هذا الارث من قبل اعداءنا من المسلمين وغيرهم. وهناك حاجة للتعريف بحياة واسهامات الاستاذ/ كي تي. مانو مسليار، المعروفة عند الأمة المسلة في كيرالا وغيرها . فجزاه الله عنا خير جزاء هذاوالأمر إليكم.