هذا الشعر مستوحى من محادثات الشاعر مع صديق له، مُسنّ، بالمدينة المنورة في آذار/ مارس 2009، وكان اسم الصديق “خان” من أصل باكستان الذي وصل من الولايات الأمريكية لأداء العمرة، موضوع النقاش كان هو خلق الله تعالى هذا العالم بستة أيام (كما ورد في القرآن والحديث) حيث أن السماوات خلقت بيومين والأرض وما فيها في أربعة أيام، وأوضح الصديق الذي رأى رسول الله صل الله عليه وسلم في المنام ثلاث مرات، بأنّ الخالق فعل هذا لتزيين هذا الكوكب الأرضي لنبيّه الحبيب الذي سوف يولد،
يحكي الشاعر (جيحون) هذه الحادثة بأجملها لصديقه الروحي المسمّى ب”تسبيح”
طلب مني “تسبيح” في المنام
أن أحكي له عن رحلتي إلى مدينة “ميم”
ما الأخبار عندكم؟
ولنا معاشر العشاق ما ادّخرتم؟
عطش جميع العُشاق موحَّد
غياب الحبيب حزنهم الوحيد
الحديث عن الحبيب لديهم لا يُملّ
والحب يملأ قلوبهم بالألم
لقد تروّيتم من العطش
فاعطونا ما عندكم من ماء منتعش
أجبت للسيد/ تسبيح
وتضاعفت قلوبنا بالفرح
في ظلال القبة الخضراء
التقيتُ بعاشق لسيد الغبراء
كان كبير السنّ والحكمة
ولحيته الطويلة مبيّضة
لتناول كأس الشاي جلسنا في جنبه
جعل الحب يسيل كاليمّ من مقلته
وشارك معي ليُظهر سرّا من الأسرار
هي كلمة مقدّسة لم أسمعه من الأبرار
“خلق الله السماوات في يومين
لكنه خلق الأرض في ضعفين (بأربعة أيام)
وسبب ذلك محبّته لحبيبه
الذي سيكون هذا الكوكب
اتخذ الرب رعاية عظمى
لتزيين هذه الأرض لقدوم بُشْرى
مستمعا لهذه الكلمات
مشاهدا لتلك العبرات (أي دموعه)……..
أخذت الكأس منه لحظة
وشربتُ منها شربة
لأنّني مشتاق إلى ذوقها
ولا يضيع منّي حظّها
يا تسبيح،
صار المصطفى لي نشيدة الوجدان
والعالم ذاق الحبّ من هذا الفنجان
غنائه غناء العندليب
وحسنه حسن الوردة
ونظرة إلى وجهه المقدّس
كفي بها كونه ضيفا من الفردوس
كان رضوان ينتظر من بعيد
لمشاهدة المصطفى يطرق بابه مسدود
يا تسبيح، حُبّي إليه بطاقتي
ومن الجحيم وقايتي
يا تسبيح
صار المصطفى لي نشيدة الوجدان
والعالم ذاق الحبّ من هذا الفنجان
مترجم / مَمّوتي كَتَّيادْ
May 30, 2009